الحيوان (صفحة 509)

يفتق من أعراضها ويهتك ... سرت من الباب فطار الدّكدك

منها الدّجوجيّ ومنها الأرمك ... كالّليل إلّا أنّها تحرّك

وقال منصور النّمري [1] : [من البسيط]

ليل من النّقع لا شمس ولا قمر ... إلّا جبينك والمذروبة الشّرع [2]

وقال آخر: [من السريع]

كأنّهم ليل إذا استنفروا ... أو لجّة ليس لها ساحل

وقال العجاج [3] : [من الرجز]

كأنّما زهاؤه إذا جهر ... ليل ورزّ وغره إذا وغر

سار سرى من قبل العين فجر

وفي هذا الباب وليس منه يقول بشّار [4] : [من الطويل]

كأنّ مثار النّقع فوق رؤوسهم ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

وقال كلثوم بن عمرو [5] : [من البسيط]

تبني سنابكهم من فوق أرؤسهم ... سقفا كواكبه البيض المباتير

وهذا المعنى قد غلب عليه بشّار، كما غلب عنترة على قوله [6] : [من الكامل]

فترى الذّباب بها يغنّي وحده ... هزجا كفعل الشّارب المترنّم

غردا يحكّ ذراعه بذراعه ... فعل المكبّ على الزّناد الأجذم

فلو أنّ امرأ القيس عرض في هذا المعنى لعنترة لافتضح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015