اللحوم، ولأنّه سبع، لكانت الضّواري والجوارح أحقّ بذلك عندهم. وقد قال وعلة الجرمي: [من الوافر]
فما بالعار ما عيّرتمونا ... شواء الناهضات مع الخبيص «1»
فما لحم الغراب لنا بزاد ... ولا سرطان أنهار البريص «2»
قال: والغربان جنس من الأجناس التي أمر بقتلها في الحلّ والحرم «3» ، وسميت بالفسق وهي فواسق، اشتقّ لها من اسم إبليس.
وقالوا: رأى فلان فيما يرى النّائم أنه يسقط أعظم صومعة بالمدينة غراب.
فقال سعيد بن المسيّب: يتزوج أفسق الفاسقين امرأة من أهل المدينة. فلم يلبثوا إلا أيّاما حتى كان ذلك.
وقالوا في المثل «4» : «لا يرجع فلان حتّى يرجع غراب نوح» «5» ، وأهل البصرة يقولون: «حتّى يرجع نشيط من مرو» «6» ، وأهل الكوفة يقولون: «حتى يرجع مصقلة من سجستان» «7» . [وكما تقول العرب: حتى يؤوب القارظ العنزي] «8» فهو مثل في كل موضع من المكروه.