وقالت امرأة في زوجها وهي ترقّص ابنا لها منه «1» : [من الرجز]
وهبته من سلفع أفوك ... ومن هبلّ قد عسا حنيك «2»
أشهب ذي رأس كرأس الدّيك
تريد بقولها «أشهب» أنه شيخ وشعر جسده أبيض وأنّ لحيته حمراء.
وقد قال الشاعر، وهو الأعشى: [من الخفيف]
وبني المنذر الأشاهب بالحي ... ره يمشون غدوة كالسّيوف «3»
وإنما أراد الأعشى أن يعظّم ويفخّم أمرهم وشأنهم، بأن يجعلهم شيوخا.
وأمّا قولها: «ذي رأس كرأس الدّيك» فإنّما تعني أنّه مخضوب الرّأس واللّحية.
وقال الآخر: «4» [من البسيط]
حلّت خويلة في حيّ مجاورة ... أهل المدائن فيها الدّيك والفيل
يقارعون رؤوس العجم ضاحية ... منهم فوارس لا عزل ولا ميل «5»
قال ابن أحمر: [من البسيط]
في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة ... لا يبتغى دونها سهل ولا جبل «6»
إلّا كمثلك فينا غير أنّ لنا ... شوقا وذلك ممّا كلّفت جلل
هيهات حيّ غدوا من ثجر منزلهم ... حيّ بنجران صاح الدّيك فاحتملوا «7»
وقال «8» : [من الطويل]
أبعد حلول بالرّكاء وجامل ... غدا سارحا من حولنا وتنشّرا «9»