الذي رووه «1» - وكان السّيّد رافضيّا غاليا، وليس في ذكره شرف، ولكنّه أجمع للفنّ-: [من الكامل]
تهوي من البلد الحرام فنبّهت ... بعد الهدوّ كلاب أهل الحوءب «2»
قال: ويقال صرفت الكلبة صرافا وصروفا، وظلعت تظلع ظلوعا
قال: ومن الأمثال في ذلك: «لا أفعل حتّى ينام ظالع الكلاب» «3» . قال الأصمعيّ: هذا باطل، إنّما ذلك إذا أصاب الكلب ما يظلع منه لم يطق سفاد الكلبة حتّى تهدأ الرّجل، وحتّى تملّ الكلاب النّباح وتفترق، وتحتاج إلى النّوم لطول التعب، وإذا كان في ذلك الوقت يلتمس الظالع ورام سفاد الكلبة، لم يعرف ظلعه إلّا الكلبة. وأنشد فقال «4» : [من الطويل]
تسدّيتها من بعد ما نام ظالع ال ... كلاب وأخبى ناره كلّ موقد
وأنشد غيره لجران العود: [من الطويل]
وكان فؤادي قد صحا ثمّ هاجه ... حمائم ورق بالمدائن هتّف «5»
كأنّ الهديل الظّالع الرّجل وسطها ... من البغي شرّيب يغرّد مترف
وقالوا أبياتا في غير هذا الباب، قال الأعرابيّ: [من الطويل]
نزلنا بعبّاد فأشلى كلابه ... علينا فكدنا بين بابيه نؤكل «6»
فقلت لأصحابي أسرّ إليهم ... أذا اليوم أو يوم القيامة أطول