وهو في هذا كلّه [أيقظ من ذئب، و] «1» أسمع من فرس «2» . وأحذر من عقعق «3» ، مع بعد صوته.
وقيل لرجل من العرب: ما الجمال؟ فقال: غؤور العينين، وإشراف الحاجبين، ورحب الأشداق، وبعد الصوت.
هذا مع قلة السآمة، والصّبر على الجفوة، واحتمال الجراحات الشّداد، وجوائف «4» الطعان ونوافذ السهام. وإذا ناله ذلك لم يزل ينظّفه بريقه؛ لمعرفته بأنّ ذلك هو دواؤه حتّى يبرأ، لا يحتاج إلى طبيب، ولا إلى مرهم ولا إلى علاج.
وتقول العرب: «الضبّ أطول شيء ذماء» «5» ، والكلب أعجب في ذلك منه.
وإنّما عجبوا من الضّبّ، لأنّه يغبر «6» ليلته مذبوحا مفريّ الأوداج، ساكن الحركة، حتّى إذا قرّب من النار تحرّك. كأنّهم يظنّون أنّه قد كان حيا، وإن كان في العين ميّتا.
والأفعى تبقى أيّاما تتحرّك.
فأمّا الذي يعتريه الاختلاج بعد جموده ليلة، فلحم البقر والجزر «7» ، تختلج وهي على المعاليق اختلاجا شديدا.