وإن تودّدتهم لانوا وإن شهموا ... كشفت أذمار حرب غير أغمار «1»
وقال العتبي: [من الطويل]
ولكن بنو خير وشر كليهما ... جميعا ومعروف ألمّ ومنكر «2»
وقال بعض من ارتجز يوم جبلة «3» : [من الرجز]
أنا الغلام الأعسر ... الخير فيّ والشرّ
والشرّ فيّ أكثر «4»
وقال عبد الملك بن مروان لزفر بن الحارث؛ وقد دخل عليه في رجالات قيس:
ألست امرأ من كندة؟ قال: وما خير من لا يتّقى حسدا، ويدعى رغبة.
وقال ثمامة: الشّهرة بالشرّ خير من أن لا أعرف بخير ولا شرّ.
وكان يقال: يستدل على نباهة الرّجل من الماضين بتباين الناس فيه.
وقال: ألا ترى أن عليّا- رضي الله تعالى عنه- قال: يهلك فيّ فئتان: محبّ مفرط، ومبغض مفرط.
وهذه صفة أنبه الناس، وأبعدهم غاية في مراتب الدّين وشرف الدنيا. ألا ترى أن الشاعر يقول: [من الهزج]
أرى العلباء كالعلبا ... ء لا حلو ولا مرّ
شييخ من بني الجارو ... د لا خير ولا شرّ
وقال الآخر: [من الرجز]
عيّرتني يا ثكلتني أمّي ... أسود مثل الجعل الأحمّ «5»
ينطح عرض الجبل الأصمّ ... ليس بذي القرن ولا الأجمّ