الحيوان (صفحة 214)

وكما قال العبديّ في الجارود: [من الطويل]

أيا ابن المعلّى خلتنا أم حسبتنا ... صراريّ نعطي الماكسين مكوسا «1»

وكما تركوا انعم صباحا، وانعم ظلاما، وصاروا يقولون: كيف أصبحتم؟

وكيف أمسيتم؟

وقال قيس بن زهير بن جذيمة، ليزيد بن سنان بن أبي حارثة: انعم ظلاما أبا ضمرة! قال: نعمت أنت؟ قال: قيس بن زهير.

وعلى ذلك قال امرؤ القيس: [من الطويل]

ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي «2»

وعلى ذلك قال الأوّل: [من الوافر]

أتوا ناري فقلت منون قالوا ... سراة الجنّ قلت عموا ظلاما «3»

وكما تركوا أن يقولون للملك أو السّيّد المطاع: أبيت اللعن، كما قيل: [من الرجز]

مهلا أبيت اللّعن لا تأكل معه «4»

وقد زعموا أن حذيفة بن بدر كان يحيّا بتحيّة الملوك ويقال له: أبيت اللّعن.

وتركوا ذلك في الإسلام من غير أن يكون كفرا.

وقد ترك العبد أن يقول لسيده ربّي، كما يقال ربّ الدار، وربّ البيت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015