وقد كان رجل من كبار الأشراف عندنا يقول للخاتنة: لا تقرضي إلّا ما يظهر فقط.
وزعم جناب بن الخشخاش القاضي، أنه أحصى في قرية واحدة النساء المختونات والمعبرات «1» ، فوجد أكثر العفائف مستوعبات وأكثر الفواجر معبرات.
وأن نساء الهند والروم وفارس إنما صار الزنا وطلب الرّجال فيهنّ أعم، لأنّ شهوتهنّ للرجال أكثر، ولذلك اتخذ الهند دورا للزّواني، قالوا: وليس لذلك علّة إلّا وفارة البظر والقلفة «2» .
والهند توافق العرب في كلّ شيء إلّا في ختان النّساء والرجال. ودعاهم إلى ذلك تعمّقهم في توفير حظ الباه. قالوا: ولذلك اتخذوا الأدوية، وكتبوا في صناعة الباه كتبا ودرسوها الأولاد.
قالوا: ومن أكبر ما يدعو النساء إلى السحق أنهنّ إذا ألصقن موضع محزّ الختان وجدن هناك لذّة عجيبة، وكلما كان ذلك منها أوفر كان السّحق ألذّ. قال: ولذلك صار حذّاق الرّجال يضعون أطراف الكمر ويعتمدون بها على محزّ الختان، لأنّ هناك مجتمع الشهوة.
ومن هذا الباب الذي ذكرنا فيه صدق أحساس الحيوان؛ ثم اللاتي يضاف منها إلى الموق وينسب إلى الغثارة «3» . قال داود النبي عليه السلام في الزبور «4» : «شوقي إلى المسيح مثل الأيّل إذا أكل الحيّات» .
والأيّل إذا أكل الحيّات فاعتراه العطش الشديد تراه كيف يدور حول الماء ويحجزه من الشرب منه علمه بأنّ ذلك عطبه، لأن السموم حينئذ تجري مع هذا