ولو وضع في أوكار الوحشيّات فرخ من فراخ الأهليّات لتهافتن تهافتا كفراخ القطا والحجل والقبج والدّرّاج والدّجاج؛ لأنّ هذه تدرج على البسيط «1» ، وذلك لها عادة، وفراخ الوحشيّة لا تجاوز الأوكار؛ لأنها تعرف وتعلم أنّ الهلكة في المجاوزة.
وأولاد الملّاحين الذين ولدوا في السفن الكبار، والمنشآت «2» العظام لا يخاف الآباء والأمّهات عليهم إذا درجوا ومشوا أن يقعوا في الماء. ولو أن أولاد سكان القصور والدّور صاروا مكان أولاد أرباب السفن لتهافتوا. ولكلّ شيء قدر، وله موضع وزمان وجهة وعادة.
فإذا استوى قصب ريش فرخ العقاب، وأحسّ بالقوة طار.
وأبوا فرخ الخطّاف يعلّمانه الطيران تعليما.
وزعم ناس من أطبّاء النصارى وهم أعداء اليهود، أن اليهود يختنون أولادهم في اليوم الثّامن، وأن ذلك يقع، ويوافق أن يكون في الصّميمين «3» ، كما يوافق الفصلين، وأنّهم لم يروا قطّ يهوديّا أصابه مكروه من قبل الختان، وأنهم قد رأوا من أولاد المسلمين والنصارى ما لا يحصى ممّن لقي المكروه في ختانه إذا كان ذلك في الصّميمين من ريح الحمرة «4» ، ومن قطع طرف الكمرة، ومن أن تكون الموسى حديثة العهد بالإحداد وسقي الماء، فتشيط «5» عند ذلك الكمرة ويعتريها برص.
والصبيّ ابن ثمانية أيام أعسر ختانا من الغلام الذي قد شبّ وشدن وقوي؛ إلّا أنّ ذلك البرص لا يتفشى ولا يعدو مكانه، وهو في ذلك كنحو البرص الذي يكون من الكيّ وإحراق النار، فإنهما يفحشان ولا يتسعان.
ويختن من أولاد السّفلة والفقراء الجماعة الكثيرة فيؤمن عليهم خطأ الخاتن، وذلك غير مأمون على أولاد الملوك وأشباه الملوك، لفرط الاجتهاد، وشدّة الاحتياط،