ولو كان ذلك لكان جائزا، ولكنّه ليس بالواجب. وعلى أنّ ناسا من النحويّين لم يدخلوا قوله تعالى: إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ
، [1] في الاستثناء، وقال: إنّما هو كقوله [2] : [من الكامل]
إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا [3]
وقوله أيضا [4] : [من الكامل]
إلّا كناشرة الذي كلّفتم ... كالغصن في غلوائه المتنبّت
وقال الشاعر في باب آخر ممّا يكون موعظة له من الفكر والاعتبار. فمن ذلك قوله [5] : [من الطويل]
مهما يكن ريب المنون فإنني ... أرى قمر اللّيل المعذّر كالفتى
يكون صغيرا ثمّ يعظم دائبا ... ويرجع حتّى قيل قد مات وانقضى
كذلك زيد المرء ثمّ انتقاصه ... وتكراره في إثره بعد ما مضى
وقال آخر [6] : [من الطويل]
ومستنبت لا باللّيالي نباته ... وما إن تلاقي ما به الشّفتان
وآخر في خمس وتسع تمامه ... ويجهد في سبع معا وثمان
الأوّل الطّريق والثاني القمر.
وقال أبو العتاهية [7] : [من الرجز]