الحيوان (صفحة 1521)

اصطادوا المسنّ كان أنفع لأهله في الصّيد من الجرو الذي يربّونه؛ لأنّ الجرو يخرج خبّا، ويخرج المسنّ على التأديب صيودا غير خبّ ولا مواكل [1] في صيده. وهو أنفع من صيد كلّ صائد، وأحسن في العين. وله فيه تدبير عجيب.

وليس شيء في مثل جسم الفهد إلّا والفهد أثقل منه، وأحطم لظهر الدابَّة التي يرقى على مؤخّرها [2] .

والفهد أنوم الخلق، [وليس نومه كنوم الكلب؛ لأن الكلب نومه نعاس واختلاس] [3] ، والفهد نومه مصمت [4] : قال أبو حيّة النّميري [5] : [من البسيط]

بعذاريها أناسا نام حلمهم ... عنّا وعنك وعنها نومة الفهد

وقال حميد بن ثور الهلاليّ [6] : [من الطويل]

ونمت كنوم الفهد عن ذي حفيظة ... أكلت طعاما دونه وهو جائع

1968-[أرجوزة في صفة الفهد]

وقال الرقاشيّ في صفة الفهد [7] : [من الرجز]

قد أغتدي واللّيل أحوى السّدّ ... والصّبح في الظّلماء ذو تهدّي [8]

مثل اهتزاز العضب ذي الفرند ... بأهرت الشّدقين ملتئد [9]

أزبر مضبور القرا علّكد ... طاوي الحشا في طيّ جسم معد [10]

كزّ البراجيم هصور الجدّ ... برامز ذي نكت مسودّا [11]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015