أمّا قوله: «ضروبا باليدين» ، فإنّه يريد القداح، وأمّا قوله: «باليد» فإنّه يريد السّيف.
وأمّا قول حسّان لقائده حين قرّبوا الطّعام لبعض الملوك: «أطعام يدين أم يد؟» [1] فإنه قال هذا الكلام يومئذ وهو مكفوف.
وإن كان الطعام حيسا أو ثريدا أو حريرة فهو طعام يد، وإن كان شواء فهو طعام يدين.
ومن أشعار المقتصدين في الشّعر أنشدني قطرب [2] : [من المتقارب]
تركت الرّكاب لأربابها فأجه ... دت نفسي على ابن الصّعق
جعلت يديّ وشاحا له ... وبعض الفوارس لا يعتنق
وممن صدق على نفسه عمرو بن الإطنابة، حيث يقول [3] : [من الوافر]
وإقدامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح [4]
وقولي كلّما جشأت وجاشت ... مكانك تجمدي أو تستريحي
وقل آخر: [من الطويل]
وقلت لنفسي إنّما هو عامر ... فلا ترهبيه وانظري كيف يركب
وقال عمرو بن معد يكرب [5] : [من الطويل]