الحيوان (صفحة 1479)

وعضرفوط قد تقوّى على ... محلولك البقة مثل الحباب

وظالم يعدو على ظالم ... قد ضجّ منه حشرات الشّعاب

وهذان الظّالمان اللذان عنى: الأسود، والأفعى، فإنّ الأسود إذا جاع ابتلع الأفعى.

1907-[أكل الأسود للأفاعي]

وشكا إليّ حوّاء مرة فقال: أفقرني هذا الأسود، ومنعني الكسب، وذلك أنّ امرأتي جهلت فرمت به في جونة فيها أفاعي ثلاث أو أربع، فابتلعهنّ كلّهن، وأراني حيّة منكرة. ولا يبعد ما قال.

والعرب تقول للمسيء: «أظلم من حيّة» . وقد ذكرنا ذلك في موضعه من هذا الكتاب [1] .

ولا يستطيع أن يروم ذلك من الأفعى إلّا بأن يغتالها، فيقبض على رأسها وقفاها، فإنّ الأفعى تنفذ في الأسود، لكثرة دمه.

1908-[وصف سم الحية]

وإذا وصفوا سمّ الحيّة بالشدّة والإجهاز خبّروا عنها أنّه لم يبق في بدنها دم ولا بلّة [2] ، ولذلك قال الشاعر: [من البسيط]

لو حزّ ما أخرجت منه يد بللا ... ولو تكنّفه الراقون ما سمعا

وقال آخر [3] : [من الرجز]

لميمة من حنش أعمى أصمّ ... قد عاش حتّى هو ما يمشي بدم

1909-[سلاح الحيوان]

والشأن في السّلاح [أنّه] [4] كلما كان أقلّ كان أبلغ، وكلما كان أكثر عددا وأشدّ ضررا كان أشجع وآخذ لكلّ من عرف أنه دونه. وأنشد أبو عبيدة [5] : [من البسيط]

مشي السّبنتى إلى هيجاء مفظعة ... له سلاحان أنياب وأظفار [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015