ويقال حذفته بالعصا كما تحذف الأرنب.
وقال أبو الوجيه العكلي [1] : «لو كانت والله الضبّة دجاجة لكانت الأرنب درّاجة» . ذهب إلى أنّ الأرانب والدّرّاج لا تستحيل لحومها ولا تنقلب شحوما، وإنّما سمنها بكثرة اللّحم. وذهب إلى ما يقول المعجبون منهم بلحم الضّبّ؛ فإنّهم يزعمون أنّ الطعمين متشابهان. وأنشد [2] : [من الرجز]
وأنت لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضّبّ يسعى بالواد
قال: والضبّ يعرض لبيض الظّليم؛ ولذلك قال الحجّاج لأهل الشّام [3] : «إنّما أنا لكم كالظّليم الرّامح عن فراخه، ينفي عنها المدر [4] ، ويباعد عنها الحجر، ويكنّها من المطر، ويحميها من الضّباب، ويحرسها من الذئاب. يا أهل الشّام أنتم الجنّة والرّداء، وأنتم العدّة والحذاء» .
ثم رجع بنا القول إلى الأرانب. فممّا في الخيل مما يشبه الأرنب قول الأعشى [5] : [من الكامل]
أمّا إذا استقبلته فكأنّه ... جذع سما فوق النّخيل مشذّب
وإذا تصفّحه الفوارس معرضا ... فتقول سرحان الغضا المتنصّب
أمّا إذا استدبرته فتسوقه ... ساق يقمّصها وظيف أحدب
منه، وجاعرة كأنّ حماتها ... كشطت مكان الجلّ عنها أرنب
وقال عبد الرّحمن بن حسّان: [من المتقارب]
كأنّ حماتيهما أرنبا ... ن غيضتا خيفة الأجدل [6]
وأنشد الأثرم: [من الرجز]