الحيوان (صفحة 1435)

وقد أكثر الشّعراء في هذا الباب حتّى أطنب بعض المحدثين وهو مسلم بن الوليد بن يزيد فقال [1] : [من البسيط]

يكسو السيوف نفوس الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذّبل

قد عوّد الطّير عادات وثقن بها ... فهنّ يتبعنه في كلّ مرتحل

ولا نعلم أحدا منهم أسرف في هذا القول وقال قولا يرغب عنه إلا النابغة، فإنّه قال [2] : [من الطويل]

جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب

وهذا لا نثبته.

وليس عند الطّير والسّباع في اتّباع الجموع إلّا ما يسقط من ركابهم ودوابّهم وتوقّع القتل، إذ كانوا قد رأوا من تلك الجموع مرّة أو مرارا. فأمّا أن تقصد بالأمل واليقين إلى أحد الجمعين، فهذا ما لم يقله أحد.

1848-[نسر لقمان]

وقد أكثر الشّعراء في ذكر النسور، وأكثر ذلك قالوا في لبد [3] .

قال النّابغة [3] : [من البسيط]

أضحت خلاء وأمسى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخني على لبد [4]

فضربه مثلا في طول السّلامة. وقال لبيد [5] : [من الكامل]

لما رأى صبح سواد خليله ... من بين قائم سيفه والمحمل [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015