فأوّلا حتّى اجتمعن في خطمه، فلمّا غمس خطمه أوّلا فأوّلا اجتمعن في الصّوفة، فإذا علم أنّ الصّوفة قد اشتملت عليهنّ تركها في الماء ووثب، فإذا هو خارج عن جميعها.
فإن كان هذا الحديث حقّا فما أعجبه. وإن كان باطلا فإنّهم لم يجعلوه له إلّا للفضيلة التي فيه، من الخبث والكيس.
وإذا مشى الفرس مشيا شبيها بمشي الثعلب قالوا: مشى الثّعلبيّة قال الراعي [1] :
[من الطويل]
وغملى نصيّ بالمتان كأنّها ... ثعالب موتى جلدها قد تسلّعا [2]
وقال الأصمعيّ: سرق هذا المعنى من طفيل الغنويّ ولم يجد السّرق [3] .
وفي تشبيه بعض مشيته قال المرّار بن منقذ [4] : [من الرمل]
صفة الثّعلب أدنى جريه ... وإذا يركض يعفور أشر [5]
وقال امرؤ القيس [6] : [من الطويل]
له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
والبيت الذي ذكره الأصمعيّ لطفيل الغنوي، أنّ الرّاعي سرق معناه هو قوله [7] :
[من الطويل]
وغملى نصيّ بالمتان كأنّها ... ثعالب موتى جلدها لم ينزع
وأنشدوا في جبنه قول زهير بن أبي سلمى [8] : [من المنسرح]