الحيوان (صفحة 1414)

والفرائد، ونبّه بهذا على وجوه كثيرة من الحكمة العجيبة، والموعظة البليغة. وقد كان يمكننا أن نذكر من شأن هذه السّباع والحشرات بقدر ما تتسع له الرواية، من غير أن نكتبهما في هذا الكتاب، ولكنهما يجمعان أمورا كثيرة.

أمّا أوّل ذلك فإنّ حفظ الشّعر أهون على النّفس، وإذا حفظ كان أعلق وأثبت، وكان شاهدا. وإن احتيج إلى ضرب المثل كان مثلا.

وإذا قسمنا ما عندنا في هذه الأصناف، على بيوت هذين الشّعرين، وقع ذكرهما مصنّفا فيصير حينئذ آنق في الأسماع، وأشدّ في الحفظ.

1830-[القصيدة الأولى]

قال بشر بن المعتمر [1] : [من السريع]

1- الناس دأبا في طلاب الغنى ... وكلهم من شأنه الختر [2]

2- كأذؤب تنهشها أذؤب ... لها عواء ولها زفر

3- تراهم فوضى وأيدي سبا ... كلّ له في نفثه سحر [3]

4- تبارك الله وسبحانه ... بين يديه النّفع والضّرّ

5- من خلقه في رزقه كلّهم ... الذّيخ والثّيتل والغفر [4]

6- وساكن الجوّ إذا ما علا ... فيه، ومن مسكنه القفر

7- والصّدع الأعصم في شاهق ... وجأبة مسكنها الوعر

8- والحيّة الصّماء في جحرها ... والتّتفل الرائغ والذّرّ [5]

9- وإلقة ترغث ربّاحها ... والسّهل والنّوفل والنضر [6]

10- وهقلة ترتاع من ظلّها ... لها عرار ولها زمر [7]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015