فهذان رئيسان ومن آباء القبائل. وقد قال شاعرهم [1] : [من المتقارب]
إذا ما ترعرع فينا الغلام ... فليس يقال له من هوه
إذا لم يسد قبل شدّ الإزار ... فذلك فينا الذي لا هوه
ولي صاحب من بني الشّيصبا ... ن فطورا أقول وطورا هوه
وهذا البيت أيضا يصلح أن يلحق في الدّليل على أنهم يقولون: إن مع كلّ شاعر شيطانا. ومن ذلك قول بشّار الأعمى [2] : [من الطويل]
دعاني شنقناق إلى خلف بكرة ... فقلت: اتركنّي فالتّفرّد أحمد
قال: وأصحاب الرّقى والأخذ والعزائم، والسّحر، والشّعبذة، يزعمون أنّ العدد والقوّة في الجنّ والشياطين لنازلة الشام والهند، وأنّ عظيم شياطين الهند يقال له:
تنكوير [3] ، وعظيم شياطين الشام يقال له: دركاذاب [3] .
وقد ذكرهما أبو إسحاق في هجائه محمد بن يسير، حين ادّعى هذه الصناعة فقال: [من الخفيف]
قد لعمري جمعت مل آصفيّا ... ت ومن سفر آدم والجراب [4]
وتفرّدت بالطوالق والهي ... كل والرّهنبات من كلّ باب
وعلمت الأسماء كيما تلاقي ... زحلا والمرّيخ فوق السّحاب
واستثرت الأرواح بالبحر يأتي ... ن لصرع الصّحيح بعد المصاب
جامعا من لطائف الدّنهشيّا ... ت كبوسا نمّقتها في كتاب [5]
ثم أحكمت متقن الكرويّا ... ت وفعل الناريس والنجاب
ثمّ لم تعيك الشعابيذ والخد ... مة والإحتفاء بالطلاب [6]
بالخواتيم والمناديل والسّع ... ي بتنكوير ودركاذاب