ذهب إلى قول أبي دؤاد [1] : [من الخفيف]
سلّط الموت والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام
يعني الطاعون الذي كان أصاب إيادا.
وجاء في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه ذكر الطّاعون فقال [2] : «هو وخز من عدوّكم» : وأنّ عمرو بن العاص قام في النّاس في طاعون عمواس فقال [3] : «إنّ هذا الطاعون قد ظهر، وإنما هو وخز من الشّيطان، ففرّوا منه في هذه الشّعاب» .
وبلغ معاذ بن جبل، فأنكر ذلك القول عليه.
وتزعم العامّة أنّ الله تعالى قد ملّك الجن والشياطين والعمّار والغيلان أن يتحوّلوا في أيّ صورة شاؤوا، إلّا الغول، فإنّها تتحوّل في جميع صورة المرأة ولباسها، إلّا رجليها، فلا بدّ من أن تكون رجلي حمار [4] .
وإنما قاسوا تصوّر الجن على تصوّر جبريل عليه السلام في صورة دحية بن خليفة الكلبي [5] ، وعلى تصوّر الملائكة الذين أتوا مريم [6] ، وإبراهيم، ولوطا، وداود عليهم السلام في صورة الآدميّين، وعلى ما جاء في الأثر من تصوّر إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم [7] ، وعلى تصوّره في صورة الشيخ النجدي [8] . وقاسوه على تصوّر ملك الموت إذا حضر لقبض أرواح بني آدم، فإنه عند ذلك يتصوّر على قدر الأعمال الصالحة والطالحة.
قالوا [9] : وقد جاء في الخبر أنّ من الملائكة من هو في صورة الرّجال، ومنهم