سودا كأنّكم ذئاب خطيطة ... مطر البلاد وحرمها لم يمطر [1]
يحبون بين أجا وبرقة عالج ... حبو الضّباب إلى أصول السّخبر [2]
وتركتم قصب الشّريف طواميا ... تهوي ثنيّته كعين الأعور [3]
وقال العثّ، واسمه زيد بن معروف، للضب غلام رتبيل بن غلاق: وقد رأيت من سمّى عنزا وثورا، وكلبا، ويربوعا، فلم نر منهم أحدا أشبه العنز ولا الثّور، ولا الكلب، ولا اليربوع. وأنت قد تقيّلت [4] الضّبّ حتى لم تغادر منه شيئا. فاحتمل ذلك عنه، فلمّا قال: [من البسيط]
من كان يدعى باسم لا يناسبه ... فأنت والاسم شنّ فوقه طبق [5]
فقال ضبّ لعثّ: [من البسيط]
إن كنت ضبّا فإنّ الضّبّ محتبل ... والضبّ ذو ثمن في السّوق معلوم [6]
وليس للعثّ حبّال يراوغه ... ولست شيئا سوى قرض وتقليم [7]
وما أكثر ما يجيء الأعرابي بقربة من ماء، حتى يفرغها في جحره، ليخرج فيصطاده. ولذلك قال الكميت في صفة المطر الشديد الذي يستخرج الضّباب من جحرتها، وإن كانت لا تتّخذها إلا في الارتفاع- فقال [8] : [من الخفيف]
وعلته بتركها تحفش الأك ... م ويكفي المضبّب التفجير [9]
والمضبّب هو الذي يصيد الضباب.