وقال جرير [1] : [من الطويل]
وإني لأستحيي أخي أن أرى له ... عليّ من الحق الذي لا يرى ليا
قال: أستحيي أن يكون له عندي يد ولا يرى لي عنده مثلها.
وقال امرؤ القيس [2] : [من الطويل]
وهل ينعمن إلا خليّ منعّم ... قليل الهموم ما يبيت بأوجال
قال: وهو كقوله [2] : «استراح من لا عقل له» . وأنشد مع هذا البيت قول عمر ابن أبي ربيعة. ويحكى أن المنصور كان يعجبه النصف الأخير من البيت الثاني جدّا، ويتمثل به كثيرا، حتى انتقده بعض من قضى به عليه أن المعنى قدّمه دهرا، وكان استحسانه عن فضل معرفته بإحقاقه فيه، وصواب قوله [3] : [من الطويل]
وأعجبها من عيشها ظلّ غرفة ... وريّان ملتفّ الحدائق أخضر
ووال كفاها كلّ شيء يهمّها ... فليست لشيء آخر الدهر تسهر
وأنشد [4] : [من الطويل]
إذا ابتدر الناس المعالي رأيتهم ... وقوفا، بأيديهم مسوك الأرانب [5]
هجاهم بأنهم إنما يعيشون من الصيد. وأنشد: [من الطويل]
إذا ابتدر الناس المكارم والعلا ... أقاموا رتوبا في النّهوج اللهاجم [6]
يخبر أنهم يسألون الناس. والنهج واللهجم: الطريق الواسع.
وقال الآخر [7] : [من الطويل]
لنا إبل يروين يوما عيالنا ... ثلاث وإن يكثرن يوما فأربع
نمدّهم بالماء لا من هوانهم ... ولكن إذا ما قلّ شيء يوسّع