يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ
[1] ، أن تكون المعجونات كلها إنما بالعسل، وكذلك الأنبجات [2] .
وإذا ألقي في العسل اللحم الغريض [3] فاحتاج صاحبه إليه بعد شهر أخرجه طريّا لم يتغير.
وإذا قطرت منه قطرة على وجه الأرض، فإن استدار كما يستدير الزّئبق، ولم يتفشّ، ولم يختلط بالأرض والتراب فهو الصحيح. وأجوده الذهبيّ [4] .
ويزعم أصحاب الشراب أنهم لم يروا شرابا قطّ ألذّ ولا أحسن ولا أجمع لما يريدون، من شراب العسل الذي ينتبذ بمصر. وليس في الأرض تجار شراب ولا غير ذلك أيسر منهم.
وفيه أعجوبة: وذلك أنهم لا يعملونه إلا بماء النّيل أكدر ما يكون. وكلما كان أكدر كان أصفى. وإن عملوه بالصافي فسد.
وقد يلقى العسل على الزّبيب، وعلى عصير الكرم فيجوّدهما.
وهو المثل في الأمور المرتفعة، فيقولون: ماء كأنه العسل. ويصفون كلّ شيء حلو، فيقولون [5] : كأنه العسل. ويقال: هو معسول اللسان [6] . وقال الشاعر [7] : [من الطويل]