شيء يكون فيها [1] : من إنسان، أو فرس، أو حمار، أو شاة، أو بعير، أو طائر، أو حيّة.
ولم نسمع ببلدة أقوى في هذا المعنى من بلاد الترك، فإنها تصوّر إبلهم وخيلهم، وجميع ما يعيش فيها، على صورة التّرك.
والقمل يعرض لثياب كلّ الناس إذا عرض لها الوسخ والعرق، والخموم، إلا ثياب المجذّمين [2] فإنهم لا يقملون.
وإذا قمل إنسان وأفرط عليه ذلك، زأبق [3] رأسه إن كنّ في رأسه أو جسده، وإن كنّ في ثيابه، فموّتن.
وقال أبو قطيفة لأصحابه [4] : أتدرون ما يذرأ [5] القمل! قالوا: لا. قال: ذاك والله من قلة عنايتكم بما يصلح أبدانكم! يذرأ القمل الفساء.
فأما ثمامة فحدثني عن يحيى بن خالد البرمكي، أن شيئين يورثان القمل [6] :
أحدهما الإكثار من التّين اليابس، والآخر بخار اللّبان إذا ألقي على المجمرة.
وربما كان الإنسان قمل الطباع، وإن تنظّف وتعطّر وبدّل الثياب، كما عرض لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوّام، استأذنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في لباس الحرير فأذن لهما فيه [7] ؛ ولولا أنهما كانا في حدّ ضرورة لما أذن لهما فيه، مع ما قد جاء في ذلك من التشديد [8] .