وقد يطأ الإنسان على العقرب وهي ميتة، فتغترز إبرتها في رجله، فيلقى الجهد الجاهد؛ وربما أمرضت، وربّما قتلت.
قال: وفي أشعار اللّغز قيل في أكل أولاد العقرب بطن الأمّ، وأنّ عطبها في أولادها [1] : [من الطويل]
وحاملة لا يكمل الدّهر حملها ... تموت ويبقى حملها حين تعطب
وليس هذا شيئا.
خبّرني من أثق بعقله، وأسكن إلى خبره، أنه أرى العقرب عيانا وأولادها يخرجن من فيها، وذكر عددا كثيرا، وأنها صغار بيض على ظهورها نقط سود، وأنها تحمل أولادها على ظهرها، وأنه عاين ذلك مرة أخرى. فقلت: إن كانت العقرب تلد من فيها فأخلق بها أن يكون تلاقحها من حيث تلد أولادها!.
والعقارب القاتلة تكون في موضعين [2] : بشهرزور. وقرى الأهواز، إلا أن القواتل التي بالأهواز جرّارات [3] . ولم نذكر عقارب نصيبين، لأن أصلها- فيما لا يشكّون فيه- من شهرزور حين حوصر أهلها ورموا بالمجانيق [4] ، وبكيزان محشوّة من عقارب شهرزور، حتّى توالدت هناك، فأعطى القوم بأيديهم.
ومن اللّغز فيها في غير هذا الجنس: [من الطويل]
وما بكرة مضبورة مقمطرّة ... مسرّة كبر أن تنال فتمرضا [5]
بأشوس منها حين جاءت مدلّة ... لتقتل نفسا أو تصيب فتمرضا [6]
فلما دنا نادى أوابا بنعم غيرها ... ديرا إذا نال الغريفة أو قضا