هريرا، وتسمّى المرأة بهرّة، ويكنى الرّجل أبا هرّ، وأبا هريرة. وقال الأعشى [1] : [من البسيط]
ودّع هريرة إنّ الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل
وقال امرؤ القيس [2] : [من الكامل]
دار لهرّ والرّباب وفرتنى ... ولميس قبل تفرّق الأيّام [3]
وقال ابن أحمر [4] : [من السريع]
إنّ امرأ القيس على عهده ... في إرث ما كان بناه حجر
بنّت عليه الملك أطنابها ... كأس رنوناة وطرف طمر [5]
يلهو بهند فوق أنماطها ... وفرتنى تسعى عليه وهر [6]
قال: وللهرة ثمانية أطباء: أربعة تقابل أربعة، أوّلهنّ بين الإبط والصّدر، وآخرهنّ عند الرّفغ. وتحمل خمسين يوما، وتضع جراها عميا. وليس بين تفقيحها وتفقيح جراء الكلاب إلا اليسير.
والهرّة من الخلق الذي يؤثر على نفسه، ولها فضيلة في ذلك على الدّيك الذي له الفضيلة في ذلك على جميع الحيوان، إلا أن الديك لا يفعل ذلك بالدجاج إلا مادام شابّا. ولا يفعل ذلك بأولاده، ولا يعرفهم؛ وإنما يفعل ذلك بالدجاج على غير الزّواج، وعلى غير القصد إلى واحدة يقصد إليها بالهوى.
والهرّة يلقى إليها الشيء الطيب وهي جائعة، فتدعو أولادها، وقد استغنين عن اللبن، وأطقن الأكل والتقمّم والتكسّب، نعم حتى ربما فعلت ذلك بهنّ وهنّ في