على أن جهته في الصيد جهة الفهد والأسد. ومن رآه كيف يرتفع بوثبته إلى الجرادة في حال طيرانها- علم أنه أسرع من الجرادة.
وله إهاب فضفاض، وقميص من جلده واسع، يموج فيه بدنه. وهو مما يضبع [1] لسعة إبطيه، ولو شاء إنسان أن يعقد صلبه، ويثني أوّله على آخره، كما يثنى المخراق [2] ، وكما يثنى قضيب الخيزران لفعل.
ويوصف الفرس بأنه رهل اللّبان [3] ، رحيب الإهاب، واسع الآباط. وعيب الحمار للكزازة التي في يديه، وفي منكبيه، وانضمامهما إلى إبطيه، وضيق جلده، وإنما يعدو بعنقه.
قالوا: وللسنور تجّار وباعة، ودلّالون، وناس يعرفون بذلك. ولها راضة [4] .
وقال السّنديّ بن شاهك [5] : ما أعياني أحد من أهل الأسواق: من التجّار، ومن الباعة والصنّاع، كما أعياني أصحاب السنانير، يأخذون السنّور الذي يأكل الفراخ والحمام، ويواثب أقفاص الفواخت والوراشين والدّباسي [6] والشّفانين [7] ، ويدخلونه في دنّ، ويشدّون رأسه، ثم يدحرجونه على الأرض حتى يشغله الدّوار، ثم يدخلونه في قفص فيه الفراخ والحمام، فإذا رآه المشتري رأى شيئا عجبا، وظنّ أنه قد ظفر بحاجته. فإذا مضى به إلى البيت مضى بشيطان، فيجمع عليه بليّتين إحداهما أكل طيوره وطيور الجيران، والثانية أنه إذا ضري عليها لم يطلب سواها.
ومررت يوما وأنا أريد منزل المكّي بالأساورة [8] وإذا امرأة قد تعلّقت برجل وهي تقول: بيني وبينك صاحب المسلحة [9] فإنك دللتني على سنّور، وزعمت أنه