ممقورة [1] ومملوحة، وكانوا يسمونها: جنك جنك [2] ووال وال [3] .
وقال أوس بن حجر [4] : [من الطويل]
لحينهم لحي العصا فطردنهم ... إلى سنة جرذانها لم تحلّم [5]
يقال: تحلّم الصّبيّ: إذا بدأ في السّمن؛ فإذا زاد على المقدار قيل قد ضبّب، أي سمن سمنا متناهيا.
ويقال [6] : «أسرق من زبابة» . والزّبابة: الفأرة. ويقال [7] : «أسرق من جرذ» .
وقال أنس بن أبي إياس لحارثة بن بدر حين ولي أرض سرّق [8] : [من الطويل]
أحار بن بدر قد وليت ولاية ... فكن جرذا فيها تخون وتسرق
وباه تميما بالغنى إنّ للغنى ... لسانا به المرء الهيوبة ينطق
فإنّ جميع الناس إمّا مكذّب ... يقول بما تهوى وإمّا مصدّق
يقولون أقوالا ولا يعلمونها ... وإن قيل هاتوا حقّقوا لم يحققوا
فلا تحقرن يا حار شيئا أصبته ... فحظّك من ملك العراقين سرّق
فلما بلغت حارثة بن بدر قال: لا يعمى عليك الرّشد.
قال [9] : ووقفت عجوز على قيس بن سعد، فقالت: أشكو إليك قلّة الجرذان.