وقال الرّاعي [1] : [من البسيط]
ما زال يركب روقيه وكلكله ... حتى استثار سفاة دونها الثّأد [2]
حتى إذا نطق العصفور وانكشفت ... عماية الليل عنه وهو معتمد [3]
وقال الراعي [4] : [من البسيط]
وأصفر مجدول من القدّ مارن ... يلاث بعينيها فيلوى ويطلق [5]
لدى ساعدي مهريّة شدنية ... أنيخت قليلا والعصافير تنطق [6]
قال [7] : وتصاد العصافير بأهون حيلة. وذلك أنهم يعملون لها مصيدة، ويجعلون لها سلّة في صورة المحبرة التي يقال لها: اليهودية، المنكوسة الأنبوبة؛ ثم ينزل في جوفها عصفور واحد، فتنقضّ عليه العصافير ويدخلن عليه، وما دخل منها فإنه لا يجد سبيلا إلى الخروج منها. فيصيد الرجل منها في اليوم الواحد المئين [8] وهو وادع، وهنّ أسرع إلى ذلك العصفور من الطير إلى البوم إذا جعلن في المصائد.
ومتى أخذ رجل فراخ العصافير من أوكارها، فوضعها في قفص بحيث تراها الآباء والأمّهات، فإنها تأتيها بالطّعم على الخطر الشديد، والخوف من الناس والسّنانير، مع شدة حذرها، ودقّة حسّها. ليس ذلك إلا لبرّها بأولادها، وشدة حبّها لها.
نقول في العقارب والفأر والجرذان بما أمكن من القول. وإنما ذكرنا العقارب