ولذكر العصفور موضع آخر: وذلك أنّ العصافير تصيح مع الصّبح. وقال كلثوم ابن عمرو [1] : [من البسيط]
يا ليلة لي بحوّارين ساهرة ... حتى تكلم في الصبح العصافير
وقال خلف الأحمر [2] : [من المتقارب]
فلما أصاتت عصافيره ... ولاحت تباشير أرواقه [3]
غدا يقتري أنفا عازبا ... ويلتسّ ناضر أوراقه [4]
وقال الوليد بن يزيد [5] : [من مجزوء الوافر]
فلما أن دنا الصبح ... بأصوات العصافير
ولها موضع آخر. وذلك أنهم يضربون المثل بأحلام العصافير لأحلام السّخفاء [6] . وقال دريد بن الصّمّة [7] : [من البسيط]
يا آل سفيان ما بالي وبالكم ... أنتم كثير وفي أحلام عصفور
وقال حسّان بن ثابت [8] : [من البسيط]
لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم البغال وأحلام العصافير
ومن هذا الباب في معنى التّصغير والتّحقير، قول لبيد [9] : [من الطويل]
فإن تسألينا فيم نحن فإننا ... عصافير من هذا الأنام المسحّر