وقال الفرزدق [1] : [من الوافر]
أمير المؤمنين وأنت عفّ ... كريم، لست بالوالي الحريص [2]
بعثت إلى العراق ورافديه ... فزاريّا أحذّ يد القميص [3]
ولم يك قبلها راعي مخاض ... ليأمنه على وركي قلوص [4]
تفيهق بالعراق أبو المثنّى ... وعلّم قومه أكل الخبيص [5]
قال [6] : وبينا غيلان بن خرشة، يسير مع [عبد الله] [7] بن عامر، إذ وردا على نهر أمّ عبد الله [8] فقال ابن عامر: ما أنفع هذا النهر لأهل هذا المصر! قال غيلان:
أجل أيها الأمير، والله إنهم ليستعذبون [9] منه، وتفيض مياههم إليه، ويتعلم صبيانهم فيه العوم، وتأتيهم ميرتهم [10] فيه.
فلما أن كان بعد ذلك ساير ذات يوم زيادا- وكان زياد عدوّا لابن عامر- فقال زياد: ما أضرّ هذا النهر بأهل هذا المصر! فقال: أجل والله أيها الأمير! تنزّ منه دورهم، ويغرق فيه صبيانهم، ويبعضون ويبرغثون [11] !