الحيوان (صفحة 1046)

متظاهر حلق الحديد عليهم ... كبني زرارة أو بني عتّاب [1]

قوم لهم عرفت معدّ فضلها ... والحقّ يعرفه ذوو الألباب

ومن هذا الباب قول منظور بن زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر الفزاري، وهو أحد سادة غطفان: [من الطويل]

فجاؤوا بجمع محزئلّ كأنهم ... بنو دارم إذا كان في الناس دارم [2]

وذلك أن تميما لما طال افتخار قيس عليها بأن شعراء تميم كانت تضرب المثل بقبائل قيس ورجالها، فغبرت تميم زمانا لا ترفع رؤوسها حتى أصابت هذين الشعرين من هذين الشّاعرين العظيمي القدر، فزال عنها الذّلّ وانتصفت، فلو علم هذان الشاعران الكريمان ماذا يصنعان بعشائرهما- لكان الخرس أحبّ إليهما.

قال أبو عبيدة: ومن ذلك قول الحارث بن حلّزة، وأنشدها الملك [3] وكان به وضح [4] وأنشده من وراء ستر فبلغ من استحسانه القصيدة إلى أن أمر برفع السّتر.

ولكراهتهم لدنوّ الأبرص منهم قال لبيد بن ربيعة [5] ، للنّعمان بن المنذر، في الربيع بن زياد: [من الرجز]

مهلا أبيت اللّعن لا تأكل معه ... إنّ استه من برص ملمّعه [6]

وإنه يدخل فيها إصبعه ... يدخلها حتى يواري أشجعه [7]

كأنما يطلب شيئا ضيّعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015