ومدح الممزّق أبو عباد بن الممزّق، بشر بن أبي عمرو- وليس هو بشر بن أبي عمرو بن العلاء فقال [1] : [من الكامل]
من كان يزعم أن بشرا ملصق ... فالله يجزيه وربّك أعلم [2]
تنبيك قامته وقلّة لحمه ... وتشادق فيه ولون أسحم [3]
إنّ الصّريح المحض فيه دلالة ... والعرق منكشف لمن يتوسّم [4]
أما لسانك واحتباؤك في الملا ... فزرارة العدسيّ عندك أعجم [5]
إني لأرجو أن يكون مقالهم ... زورا، وشانئك الحسود المرغم [6]
ومن المديح الخطإ الذي لم أر قطّ أعجب منه، قول الكميت بن زيد وهو يمدح النبي صلّى الله عليه وسلّم، فلو كان مديحه لبني أميّة لجاز أن يعيبهم بذلك بعض بني هاشم، أو لو مدح به بعض بني هاشم لجاز أن يعترض عليه بعض بني أميّة، أو لو مدح أبا بلال الخارجيّ لجاز أن تعيبه العامّة، أو لو مدح عمرو بن عبيد لجاز أن يعيبه المخالف، أو لو مدح المهلّب لجاز أن يعيبه أصحاب الأحنف.
فأما مديح النبي صلّى الله عليه وسلّم، فمن هذا الذي يسوؤه ذلك حيث قال [7] : [من المنسرح]
فاعتتب الشّوق من فؤادي والشع ... ر إلى من إليه معتتب [8]
إلى السّراج المنير أحمد لا ... يعدلني رغبة ولا رهب [9]