ضحيان شاهقة يرفّ بشامه ... نديان، يقصر دونه اليعقوب [1]
بألذّ منك مذاقة لمحلّا ... عطشان داغش ثم عاد يلوب [2]
وقال جرير [3] : [من الكامل]
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة ... تدع الحوائم لا يجدن غليلا [4]
بالعذب من رصف القلات مقيله ... قضّ الأباطح لا يزال ظليلا [5]
قال: وفي الماء أنّ أطيب شراب عمل وركّب، مثل السّكنجبين [6] ، والجلّاب [7] ، والبنفسج وغير ذلك مما يشرب من الأشربة، فإن لذّ وطاب، فإنّ تمام لذّته إن يجرع شاربه بعد شربه له جرعا من الماء، يغسل بها فمه، ويطيّب بها نفسه، وهو في هذا الموضع كالخلّة والحمض جميعا [8] وهو لتسويغ الطعام في المريء [9] ، والمركب والمعبر، والمتوصّل به إلى الأعضاء.
فالماء يشرب صرفا وممزوجا، والأشربة لا تشرب صرفا، ولا ينتفع بها إلا بممازجة الماء.