وقد ذكر أبو حيّة النّميري قومه خاصّة فقال [1] : [من الطويل]
وهم جمرة لا يصطلي الناس نارهم ... توقّد لا تطفا لريب النّوائب
ويروى: الدوابر [2] .
ثم ذكر هذه القبائل فعمّهم بذلك، لأنها كلّها مضريّة، فقال [3] : [من الطويل]
لنا جمرات ليس للناس مثلها ... ثلاث فقد جرّبن كلّ التّجارب
نمير وعبس تتّقى صقراتها ... وضبّة قوم بأسهم غير كاذب
يعني شدّتها [4] .
إلى كلّ قوم قد دلفنا بجمرة ... لها عارض [5] جون قويّ المناكب
وعلى ذلك المعنى قيل: «قد سقطت الجمرة» ، إذا كان في استقبال زمان الدّفاء [6] . ويقولون: قد سقطت الجمرة الأولى، والثانية، والثالثة [7] .
والجمار: الحصى الذي يرمى به. والرّمي: التجمير، قال الشاعر [8] : [من الطويل]
ولم أر كالتجمير منظر ناظر ... ولا كليالي الحجّ أفتنّ ذا هوى