قال: وكانت النار معظّمة عند بني إسرائيل، حيث جعلها الله تعالى تأكل القربان، وتدل على إخلاص المتقرّب، وفساد نية المدغل [1] ، وحيث قال الله لهم [2] : «لا تطفئوا النّار من بيوتي» . ولذلك لا تجد الكنائس والبيع أبدا إلا وفيها المصابيح تزهر [3] ، ليلا ونهارا، حتى نسخ الإسلام ذلك وأمرنا بإطفاء النيران، إلا بقدر الحاجة.
فذكر ابن جريح قال: أخبرني أبو الزّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال [4] : «إذا رقدت فأغلق بابك، وخمّر [5] إناءك، وأوك سقاءك [6] ، وأطفئ مصباحك، فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يكشف إناء، ولا يحلّ وكاء. وإن الفأرة الفويسقة تحرق أهل البيت» .
وفطر بن خليفة عن أبي الزبير؛ عن جابر بن عبد الله، قال [7] : قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أغلقوا أبوابكم، وأوكوا أسقيتكم وخمّروا آنيتكم، وأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحلّ وكاء، ولا يكشف غطاء. وإن