الحور العين (صفحة 82)

ابن أبي وقاص بالكوفة، وذلك بعد وقعة القادسية، وكانت في حياة أبيها إذا خرجت خرجت معها مائتا جارية، يفرشن لها الديباج، ويسترنها بمطارف الخز. فأذن لها سعد، فدخلت امرأة متضائلة. فقال لها سعد: أنت حرقة؟ قالت: نعم. فكرر عليها ثلاثاً. فقالت: وما الذي يعجبك من أمري يا سعد؟ كنا ملوك هذا المصر يجبى إلينا خرجه، ويطيعنا أهله، أيام المدة والدولة؛ فلما حل القدر، وأدبر الأمر، صاح بنا صائح الدهر؛ قفرق شملنا، وصدع عصانا، وسلبنا ملكنا. وكذلك الدهر يا سعد ليس يأتي قوماً بحبرة، إلا وأعقبه عبرة، وأنشأت تقول:

فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيه سوقة نتنصف

فأف لدينا لا يدون نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف

قوله: يختلف بصرفه الملوان، في النبات والحيوان؛ فلخيره من الشر عقيب، وعلى النعم من النقم رقيب؛ كما اتعتقب في الطويل عقيبان، وارتقب في المضارع رقيبان؛ وذلك أن من المحار، حذفهما معاً في حال؛ إلا في شعر شاذ، قمن بإشقاذ؛ وأعباء المؤونة، تفتقر إلى معونة؛ افتقار السبعة النواقص إلى الأربع الصلات، وعوائدها التي هي عنها غير منفصلات.

صرف الدهر: حدثانه. والملوان: الليل والنهار. قال ابن مقبل العامري تميم بن أبي:

ألا يا ديار الحي بالسبعان ... أمل عليها بالبلى الملوان

وهما أيضاً الجديدان والعصران. قال النابغة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015