وحذفت الفاء في قولهم: أف، وأصله التشديد. وفيها ثمان لغات: أُف وأُفُّ وأفٌّ، وأفٍّ وأفّاً وأفٌّ، وأفْ وأفَّى. وحذفت أيضاً في قولهم: وسَوَ أفعل. يريدون: وسوف أفعل.
قوله وآونةً تنغص المرء بالممرر، وترد إلى الأرذل كل معمر؛ فهي لنظم الحيوان زحاف، ولها في طلب النفوس إلحاف؛ تلحق الصحيح تارة بخامس الخفيف.
الآونة: جمع أوانٍ، مثل زمان وأزمنة. قال الشاعر:
أبو حنش ينعمنا وطلقٌ ... وعبادٌ وآونة أثالا
نصب آونة لأنها ظرفٌ. قال سيبويه: أصله أثالة، فحذف الهاء، وهو في موضع رفع لأنه عطفٌ على طلق. وأثال، عنده مرخم في ضرورة الشعر، وأصله: أثالة، فترك فتحة اللام على حالها. وخالفه أبو العباس المبرد، فقال: لا يجوز الترخيم فيما ليس بمنادي، وهو أثال، بغير هاء، وهو منصوب، لنه عطفٌ على النون والألف، في ينعمنا.
والأرذل: الردئ الخسيس. وأرذل كل شيء: أدنوُّه وأرْدَؤُه، وأرذل العمر: آخره، لأن المعمر يصير إلى الضعف بعد القوة.
والزحاف: ما حذف من حروف أبيات الشعر للعلة. والإلحاف: الإلحاح في السؤال، ومنه قوله تعالى: (لا يسألون الناس إلحافاً) .