وكنيت بالحور العين عن كتب العلم الشرائف، دون حسان النساء العفائف؛ وجعلتها لرياضة الناشئ الصغير، وزيادة العالم النحرير؛ ولم أر وجهاً لإنفاذها بغير تفسير، فرنتها من ذلك بشيء يسير؛ على اشتغال من القلب؛ وتقسيم من اللب؛ بأسباب في الرسالة مذكورة، وأخرى مطوية مستورة؛ تنسى الفطن الذكي اسمه، وتلبس ثوب النحول جسمه. وإني في هذا المقام، لمتمثل بقول أبي تمام:
وليس امرؤٌ في الناس كنت سلاحه ... عشية يلقى الحادثات بأعزلا
فإن قصرت فيما اختصرت، أو عثرت فيما أكثرت؛ فله المنة بالتغمد، في الخطأ والتعمد؛ وما أبرئ نفسي من الزلل، ولا أبرئ السقيم بالعلل. ومن هو من الزلل معصوم؟ مدعى ذلك محجوج مصخوم، وعند العقلاء موصوم.
وهذا أول التفسير، والله ولى التوفيق والتيسير.