الحور العين (صفحة 265)

واعلم أن الناس اختلفوا في النبوة: هل هي مخصوصة أم مكتسبة.

فقال أصحاب التناسخ - منهم أبو خالد الهمداني، وأبو خالد الأعمى المشعبذ الواسطي، ومن قال بقولهم -: إن النبوة مكتسبة بالطاعة، واحتجاجهم في ذلك أنهم قالوا: لو كانت النبوة من طريق المثوبة على اكتساب الطاعة لكانت جبراً وضرورة، ولو كانت جبراً لكانت الأنبياء غير ممتنعة منها، ولو كان من الأنبياء ثواب على فعل الله فيهم، فصح أنها مكتسبة بالطاعة.

وقال حسين النجار - ومن قال بقوله، والمريسي من المرجية، وهشام بن الحكم ومن قال بقولهم -: إن النبوة خصوصية من الله عز وجل، وتفضل على من تفضل عليه قسراً وجبراً، وإن الله يثبت النبوة على الأنبياء تفضلاً، كما تفضل بها عليهم، ويثبتهم على الطاعة دون النبوة جزاء، وعلى الله جزاء المحسنين.

وقال واصل بن عطاء، ومن قال بقوله: النبوة أمانة قلدها الله تعالى من كان في علمه الوفاء بها، والقبول لها، والثبات عليها، من غير جبر، لقوله تعالى: (الله أعلم حيث يجعل رسالاته) أي لم يجعلها الله تعالى لا فيمن علم منه الوفاء بها والقبول لها، وثواب الأنبياء على قبولهم وتأديتهم الرسالة، لا على فعل الله تعالى فيهم وتعريضهم.

وقال بهذا أو الهذيل، وبشرين المعتمر، والنظام، وسائر العدلية.

والعرج: الصمود، مصدر عرج يعرج بفتح العين من الماضي وضمها من المستقبل، ومنه قوله تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015