الحور العين (صفحة 190)

ولا أظنك والله ترى فينا مثله، إلى أن تقوم الساعة؛ كان والله سيدنا، ما ترك فينا لدين ولا دنيا مثله.

وروى عن محمد بن علي أنه قال - وأشار إلى زيد -: هذا سيد بني هاشم، إذا دعاكم فأجيبوه، وإذا استنصركم فانصروه.

وروى أن زيداً بن علي دخل على هشام بن عبد الله فدار بينهما كلام، حتى قال له هشام: إنك لترجى بالخلافة وأنت ابن أمة؟ فقال له زيد: يا أمير المؤمنين، إن أمي مع أمك كأم إسماعيل مع أم إسحاق فلم يمنعه ذلك من أن جعله صديقاً نبياً.

فلما خرج زيد أتبعه هشام بصره، وقال: كذب من قال: ذهب أهل بيت فيهم مثل هذا.

ثم خرج زيد بن علي بالكوفة على هشام بن عبد الملك - ووالى العراق يومئذ يوسف بن عمر الثقفي - فقتل زيد في المعركة، وذهبت أصحابه، فعلم به يوسف بن عمر، فنبشه وصلبه. ثم كتب هشام يأمر أن يحرق. فأحرق ونسف في الفرات.

ثم خرج ابنه يحيى بن زيد بالجورجان على الخليع الكافر الوليد بن يزيد ابن عبد الملك بن مروان، فبعث نصر بن سيار إليه، وأحضر المازني، فحاربه، فقتل يحيى بن زيد بالجورجان من أرض خراسان بقرية يقال لها أرعوية، ودفن في بعض الخانات.

وكان الوليد بن يزيد زنديقاً خليفاً، كافراً، فصيحاً شاعراً، ونظر يوماً إلى المصحف ليتفاءل، فوقع على قوله تعالى: (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) ، فجعل المصحف غرضاً يرميه، ثم مزقه وأحرقه وقال يخاطب المصحف:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015