الحور العين (صفحة 147)

في ذلك أنهم قالوا: لما كان قادراً على الزيادة في حدثه، كان قادراً على الزيادة في ذاته، ولو لم يقدر على الزيادة في ذاته لكان عاجزاً، وهو القادر على ما يشاء.

وقالت النسطورية: إن الله تعالى ثلاثة أقانيم، وهو أقنوم واحد، الأب والابن وروح القدس، كقولك الله الرحمن الرحيم، والمعنى واحد، كالشمس لها حر وضوء وذات، وهي شيء واحد، وأنه لم يزل لاهوتاً قائماً في مكان، ثم اتخذ ناسوتا، وهو المسيح، فصار له مكان لإظهار الصنع والتدبير، ومعنى اللاهوت: الإله، والناسوت الذي انتقل إليه، هو الإنسان.

وقالت المالكانية: إن الله أقنوم واحد، إلا أنه اسم لثلاثة معان: الأب والابن والجوهر، والجوهر عندهم روح القدس، ومعناهم في قولهم: أب وابن وجوهر، أي بدن وروح وكلام، وإن له علماً هو غيره، وإنه لم يزل قديماً معه.

وقالت الفولية: قولك الله، اسم لمعنى واحد، والعلم غيره، وهو قديم معه، وزعمت أن المسيح ابن الله على جهة التبني والمحبة، كما اتخذ الله موسى نجياً، وإبراهيم خليلاً.

وقال أصحاب التناسخ منه بزرجمهر بن بختكان الفارسي ومن قال بقوله: بإثبات الصانع ونفى التشبيه، ودوام الدنيا على الأبد. قالوا: لأن الصانع الحكيم لا يوصف بالبداوات، ولا يهدم بنيان الحكمة. قالوا: ولا يفعل ذلك إلا عابث. وقالوا بدوام التعبد، وهو معرفة الله تعالى، وترك المظالم، وبدوام الثواب والعقاب، فالثواب انتقال أرواح المحسنين إلى الأبدان الأنسية، والعقاب انتقال أرواح المسيئين إلى أبدان البهائم والسباع والهوام، وبقولهم قال خالد الهمذاني.

وقالت الفضائية: يحدث العالم، وأن له محدثاً، وهو الفضاء، ثم افترقوا بفرقتين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015