فقام إليه عمر بن الخطاب، وقال: لوددت أني رثيت أخي بما رثيت به أخاك.
فقال له متمم: رفه عنك أبا حفص، فلو صار أخي حيث صار أخوك ما رثيته.
فقال عمر: ما عزاني أحد عن أخي يمثل تعزيتك.
وكان زيد بن الخطاب استشهد يوم مسيلمة.
قوله: إلا أنه سلم من كفر واسلام، وتحصن عن الملام بأحصن لام، وتحلى بأطواق، لم تبع في الأسواق، واستشار جذلاً بمذل، ناء عن العذل، وترنم بأوزان، مسلية عن الأحزان، لا يضفر من العروض إلى ميزان، وصدح بقريض، عزب عن الغريض، ورجع بألحان حسان، كررها بإحسان، وعري من خطل الإنسان.
اللام: جمع لأمة، وهي الدرع الحصينة، مهموز، ويجوز تخفيفه والجذل: الفرح.
والمذل: اذاعة السر. والعذل: وهو اللوم. والترنم: الصوت.
والأوزان: جمع وزن، وهو استواء حروف أبيات الشعر بغير زيادة ولا نقصان.
والقريض: الشعر، يقال منه: قرض يقرض: إذا قال الشعر، وقرضه يقرضه: إذا حاذاه، ومنه قوله تعالى: (وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) ، قال ذو الرمة:
إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس
المشرف والفوارس: موضعان، يقول: نظرت إلى ظعن يجزن بين هذين الموضعين، مشرف: اسم رمل.
ويقال: صدح الطائر: إذا صوت.
وعزب: أي غاب، ومنه قوله تعالى: (لا يعزب عنه مثقال ذرة) .