والثاني كقول الآخر:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
قال الشيخ أبو العلاء: وإذا كان التأسيس منفصلاً جاز أن يجعل لغواً، فإن بنيت القصيدة على مثل قولك: معطياً ومولياً، ثم جاء فيها: بداليا، لكان ذلك عند أهل العلم جائزاً، وذلك في الاستعمال. قال: وكذلك لو بنيت قصيدة أخرى قوافيها: منعماً ومكرماً، لجاز أن يجيء فيها: كما هما، على أن تجعل الألف في كما لغواً.
يجوز اختلاف الدخيل في ذاته، ولا يجوز اختلاف حركاته. وقد أجازوا الضمة مع الكسرة، لأنهما أختان، ولم يجيزوا الفتحة معهما، وجاء ذلك في أشعار الفصحاء. قال النابغة:
فبت كأني ساورتني ضئيلةٌ ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
ثم قال:
بمصطحبات من لصافٍ وثبرةٍ ... يزرن إلالاً سيرهن التدافع