في اللحظة التى بدأ حوار الأديان والحضارات يشق طريقه بنجاح، جاء منظرو صراع الحضارات محاولين قطع الطريق على هذا الحوار، فكانت نظرية نهاية التاريخ (لفوكوياما)، وصراع الحضارات لهنتغتون. فالمصلحه الأمريكية والصهيونية تتطلب تصعيد الصراع بأيه طريقه، ولهذا تظهر الفبركة والاكاذيب والتلفيق للوصول إلى الهدف. فعندما طرح هنتجون كتابه صراع الحضارات وتنبأ أو بمعنى اصح حدد العدو الجديد للغرب ممثلاً بالإسلام والصين، سعى إلى حشد اوروبا بكاملها مع أمريكيا كجبهه موحدة ضد الإسلام، جاعلاً الصراع وكأنه صراع بين الحضارة المسيحية والإسلام، متناسياً وبشكل متعمد ان الحضارة المسيحية ليست وحدة واحدة كما وضحنا في هذا الكتاب، فاوروبا بشكل عام كاثوليكية المذهب، وهو على النقيض من المذهب البروتستانتى السائد في أمريكا. ولكن من اجل حشد اكبر قدر من الحلفاء لفكرة صراع الحضارات، تناسى هنتجتون هذه الفروقات والتاريخ الطويل من الصراع بين البروتستانت والكاثوليك في اوروبا وأمريكا وحشدهم في جبهة واحدة ضد الإسلام. ومما يوضح سوء النية عند هنتجتون ومحاولته تضليل الرأى العام هو انه في كتابه الجديد (من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأمريكية)، يتراجع عن فكرة الحضارة المسيحة الموحدة، إلى فكرة (الثقافة الانجلو بروتستانية) باعتبارها المصدر الرئيس للهوية الامريكة، بل والاهم من ذلك هو انه يرى ان اختلاط الأمريكيين بغيرهم من اصحاب الثقافات الاخرى بالاضافة إلى هجرة الاقليات من أمريكيا اللاتينة (كاثوليك) واوروبا، يشكل خطر على الهوية الأمريكية.
ولحماية هذه الهوية فإن هنتجتون يرى ان ذلك يمكن ان يتم من خلال توحيدهم في مواجهة الخطر الإسلامي، حيث يرى أن العداء للإسلام والحضارة الإسلامية قد يساعد بشكل كبير في تحقيق التفاف الأميركيين المنشود حول هويتهم الوطنية في المستقبل المنظور، حيث يطرح هنتنغتون رؤية لإعادة بناء الهوية الأميركية تقوم على استشراف بعض التغيرات الجذرية الإيجابية الطارئة على المجتمع الأميركي في الفترة الأخيرة، التي من شأن تأكيدها عودة الروح للهوية الوطنية الأميركية. ويعني هنتنغتون بهذه التغيرات تحولين أساسيين، أولهما عودة الأميركيين للدين المسيحي