الجماعي عن طريق الانفلونزا والسل وأمراض اخرى، لم تكن معروفة حتى هذا الوقت في هذا الجزء من العالم. لقد قاد ذلك إلى حلم مشوه ومنحرف. في سنة 1820 كانت يتوجب عليهم ترك كل المناطق لعبور نهر اوهايو شمالاً، وفي سنة 1830 طردوا جميعاً إلى غرب الميسيسيبي. شيئاً فشيئاً بدا ان هناك عملية مسح مدروس للهنود من الأرض التي عاش عليها اجدادهم آلاف السنوات. مكان فارغ من اجل الحلم الأمريكي! كانت المواجهات الاخيرة مع القوات الفيدرالية سنة 1890، ولم يبق من الهنود في مناطق المحميات المخصصة لهم سوى 300 ألف نسمة. وقد اتبعت الحكومة سياسة الحفاظ على هذا القدر، وأعطتهم حق ادارة القطعة الصغيرة الواقعة تحت تصرفهم مع منحهم الجنسية الأمريكية، بعضهم اندمج في المجتمع الأمريكي، والبعض الآخر لايزال يعيش على طريقة الأجداد. وتتساءل الكاتبة: هل تصفية الهنود كانت مزروعة في جذر الحلم الأمريكي، هل كانت المقابل الذي لم يكن من الممكن تلافيه لديمقراطية جيفرسون؟ وتجيب: لا اعتقد. ان بناء عالم جديد لا يحتم تصفية السكان القدامى.
كان هناك الفضاء الكافي، والمتسع من الارض، بل ان بعض القيم الهندية كان يمكن ان يجد مكانه داخل الحلم الأمريكي، وكان بوسع هذه البصمات والانسجام ان يخلقا عالماً جديداً عن حق (?).
هكذا تحول الوهم الذي دام اكثر من مائة عام، والذي سمى بالحلم الأمريكي إلى كابوس أمريكي، بسبب رغبة قادة أمريكا في السيطرة على العالم وبسبب جموحها البربري في التسلح، وبسبب نفاق تلك (الليبرالية) الإقتصادية المفروضة على الشعوب لامتلاك أسواقها بإنشاء عدة امبراطوريات للشر متعاقبة، تبرر إرهابها الخاص باسم محاربة الإرهاب، وتبرر جرائمها ضد الإنسانية: ضد الهنود والسود والفيتناميين، والحصار المفروض على كوبا وليبيا وإيران، والعراق الذي يشهد الصليب الأحمر الآن بأن أكثر من مائتين وخمسين ألف من أطفاله قد ماتو، في الوقت