الحدود أو حسدهم أو إرهابهم غير المفهوم أو محدودية ثقافتهم التي لم تنقلهم النقلة المطلوبة لاستيعاب فكرة تماهي المصلحة الأميركية بالمصلحة البشرية العامة. إذ لم يكن مفهوماً بالعمق المطلوب أن هناك مظالم متراكمة وتاريخية ومعاصرة وصلت بشعوب بأكملها إلى انسدادات مطبقة (حيث الأنظمة المستبدة داخلياً, والقوى الضاغطة خارجياً) مما دفع بشرائح من الشبان إلى حواف الجنون والتطرف الذي لا يُرى إلا بأنه أعمى، عندما يرى من الخارج (?).
ان تحليل الأسباب السياسية التي تجعل أميركا مكروهة توضح ان: "ما يكرهه الناس في أميركا هو ذلك الكيان السياسي المستند إلى العنف وازدواجية المواقف, والخيلاء, والأنانية, والسذاجة التاريخية التي لا تفرق بين الذات وبقية العالم". فالولايات المتحدة في تعاملها مع بقية العالم تتصرف مثل مراهق نزق هائل الحجم, فإن لم تعجبها السياسة الاقتصادية لبلد ما، فإنها تسحقه بواسطة منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي. فإذا لم يأت لها ذلك بالنتيجة المطلوبة فإنها تفرض عليه العقوبات أو تسعى إلى الإطاحة بزعمائه في انقلاب مدبر كما حدث في إيران وتشيلي وغواتيمالا. أو عن طريق الغزو العسكري كما حدث في أمريكيا اللاتينية واوروبا واسيا". وهنا يقول ايمانويل فالترشتاين: "تبالغ الولايات المتحدة في التعويل على ورقة واحدة في لعبة (البوكر) الدولية، هي الورقة العسكرية. صحيح انه لا يطيب لنا ان نرى انفسنا شعباً مولعاً بالحرب، ولكن هل نستطيع ان نتوقع من الآخرين ان يعانقونا على اننا (محبو سلام) وهم يرون بأعينهم اننا لا نثق في الحقيقة الا بالسلاح (?).
فمن اجل ترسيخ وتثبيت حقها في استغلال الشعوب الأخرى، تلجأ أمريكا بانتظام إلى استخدام أشكال العنف المتطرفة، وفي طليعتها الحرب. فعلى مدى