دوائر لا نهائية" (?). والقصيدة لم تكن تبالغ في عرض آمال سيوارد في التوسع اللامحدود للنفوذ الأمريكي، بل إنها كانت تعبر عما كان يجب أن تكون عليه السياسة الخارجية الأمريكية والتي حكمتها أربعة تقاليد كما يقول (مكدوجال) وهي:
- الامبريالية التقدمية، بمعنى أن الأمريكيين مختارون لتحضير البشرية ونقل التقدم إلى الشعوب الأخرى.
- مبدأ ويلسون أو الليبرالية العالمية، وهو التقليد الذي اتبعه الرئيس (ودرو ويلسون) من اجل أن يكون العالم أكثر سلماً وديمقراطية بعد الحرب الأولى، وتمثل في النقاط الأربع عشرة الشهيرة لويلسون.
- الاحتواء، وهو التقليد الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة التهديد الشيوعي دون قيام حرب عالميه.
- تحسين العالم، أي التعبير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي في رسالة أمريكا لجعل العالم أحسن، وقد تجسد في مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا، ثم التدخل الأمريكي في فيتنام الذي كان مثالاً لمحاولة أمريكا وإخفاقها في أن تكون لها رسالة عالميه، وان تكون شرطي العالم (?).
وبالرغم من الصياغة الجميلة لبعض هذه التقاليد كما عبر عنها مكدوجال، إلا أننا يجب لن ننخدع بكلامه حول الرسالة العالمية للشعب الأمريكي لتحضير العالم، ونشر الحرية والديمقراطية والتقدم وغيرها من المصطلحات البراقة، التي تمكنت أمريكا من خلالها ممارسة إرهابها المنظم على العالم، حيث تقول الحقائق المتوفرة عن تاريخ (الإرهاب الأمريكي) تجاه العالم، انه بزغ مع بدايات القرن التاسع عشر، وتحديداً منذ العام 1833م، حيث كانت ملامحه الأساسية هي التحايل بإبعاد القارة الأمريكية عن أسبانيا والبرتغال لفرض سيطرة الولايات المتحدة وتغلغلها الاقتصادي والسياسي على القارة، وكذلك إقصاء إنجلترا وفرنسا لاستغلال البترول بدلاً منهما (?)،