تنفجر حرب أهليه عام 1865م لإنهاء ما كان يسمى حتى ذلك الوقت بالمؤسسة الخاصة أو (نظام العبيد) (?).
وحتى بعد تلك الحرب لم يكن للزنوج مكان في المجتمع الأمريكي، فقد نشأ بعد ذلك إرهاب المنظمات السرية مثل (كوكلوكس كلان) التي اثبتت، خلال ما يزيد على مائة عام من وجودها، فاعليتها كسلاح للارهاب الموجه ضد الزنوج بسبب محاولتهم الحصول على حقوقهم الطبيعية. "ففي عام1946 مارست (كلان) موجة عاصفة من الإرهاب لمنع الزنوج من الذهاب إلى صناديق الاقتراع. ففي عشية الانتخابات طافت الصلبان ارجاء الولاية. وعلقت على كنائس الزنوج تحذيرات من هذا القبيل: "ان أول زنجي في جورجيا يتجرأ على التصويت سوف يكون ميتاً. (ك ك ك). وارسلت مثل هذه التحذيرات بالبريد (مع طلقة مسدس في بعض الأحيان)، لا بل القيت من الطائرات فوق احياء الزنوج. وفي يوم الانتخابات استيقظ آلاف الزنوج ليجدوا لدى أبواب منازلهم دمى على شكل توابيت" (?).
يضاف إلى ذلك ان القوانين السوداء استبعدت العبيد القدامى من الحياة السياسية، كما استبعدتهم من الحياة المدنية. واستمر التمييز العنصري حتى يومنا هذا، برغم تضحيات بذلها عظماء مثل (مارتن لوثر كنج)، وغيرهم من دعاة الحقوق المدنية، وظل السكان السود وغيرهم يعانون من نتائج التمييز العنصري الذي انعكس على حياتهم الصحية والاقتصادية، حيث أن أكثر الأجناس معاناة من العوز الاقتصادي هم السود وذوي الأصول الأسبانية، والمواطنون الأصليين (الهنود الحمر) بالذات، حيث يعانون من الفقر المدقع، ويقل متوسط أعمارهم عن متوسط أعمار البيض بمقدار عشرين عاماً، ومعدلات البطالة بينهم مرتفعة جداً، ونسبة الفقراء بينهم تتجاوز50%، ففي حين تبلغ نسبة الفقر بين البيض 11% (?).
و قد يستغرب الناس خارج الولايات المتحدة أن يكون الفقر في هذه البلاد ظاهرة اجتماعية تفرخ كثيراً من المشاكل والمآسي التي يعاني منها ملايين