لقد قدم كثير من المؤرخين الأدلة والبراهين على المجازر التي ارتكبتها المستوطنات الأمريكية بحق الهنود الحمر، وكيف أبيدوا، وكيف كانوا يطاردون ويقتلون. ففي كتابه (سنة 501 الغزو مستمر) يعرض (نعوم تشومسكي) شهادات ذات دلالات إنسانية حول ما قام به الأمريكيون، حيث يقول: "سلك مستوطنو شمال أمريكا نفس الطريق، الذي سلكه سابقوهم في البلد الأم. فقد كانت فرجينيا منذ الأيام الأولى لاستيطانها مركزاً للنهب والقرصنة، وقاعدة للإغارة على التجارة الاسبانية وسلب المستوطنات الفرنسية على ساحل (مين)، ولابادة (عبدة الشياطين) و (البهائم الأجلاف)، الذين مكن كرمهم المستوطنين الأوائل من البقاء إحياء، صائدين إياهم باستخدام الكلاب المتوحشة، وذابحين النساء والأطفال ومتلفين المحاصيل، وناشرين مرض الجدري بينهم بواسطة توزيع بطانيات حاملة للعدوى، وكل الوسائل الأخرى الحاضرة في أذهان أولئك البرارة والآتية من تجربتهم التي مازالت طازجة في ايرلندا" (?).
في أواخر ما يسمى بالحرب الهندية ـ الفرنسية ظهرت أول وثيقة دامغة تثبت استخدام الغزاة للسلاح الجرثومي عمداً، وتؤكد إن إبادة الهنود بالسلاح الجرثومي، كان سياسة رسميه، ففي سيناريو كلاسيكي منقح لقصة تسميم الزعيم (تشيسكياك) ومن معه بأنخاب (الصداقة الجماعية) على ضفاف نهر البوتوماك، كتب القائد الإنكليزي العام اللورد (جفري امهرست) في عام 1736م أمراً إلى مرؤوسه الكولونيل (هنري بوكيه) يطلب منه أن يجري مفاوضات سلام مع الهنود، ويقدم لهم بطانيات مسمومة بجراثيم الجدري (لاستئصال هذا الجنس اللعين). وقد اشتركت (قوى الحضارة) في حرب ضارية لإخفاء هذه الوثيقة وغيرها من الوثائق المشابهة عند اكتشافها في أواخر الثلاثينات (?).