وتعززها الممارسات. فمنذ عقود طويلة والعالم ينظر للولايات المتحدة الأمريكية على أنها دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، ولكن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة، بدأ يظهر في الأزمات ليذكر العالم بتاريخ الأمة الأمريكية، وتاريخ الدولة الأمريكية التي أنشئت أساساً على جثث السكان الأصليين للقارة، وبنت اقتصادها على حساب الشعوب المستضعفة.

أمريكا .. تاريخ من العنصرية والمآسي الإنسانية

إن المتتبع لتاريخ الولايات المتحدة لن يندهش بكل تأكيد من العربدة الأمريكية الحالية، ومن أسلوب القرصنة الذي تنتهجه لنهب مقدرات الشعوب الأخرى باسم محاربة الإرهاب. ففي دراسة لها، ذكرت (اليزابيت مارتينيه)، أستاذة الدراسات العرقية في جامعة كاليفورنيا، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن الولايات المتحدة الأمريكية كأمة بنيت على ثلاث حقائق أساسية كلها، تؤكد أن فوقية الرجل الأبيض، كفكرة عنصرية هي الأساس الذي شكل الدولة الأمريكية وهذه الحقائق هي:

الحقيقة الأولى وهي: إن الولايات المتحدة الأمريكية دولة وجدت بالاحتلال العسكري، الذي تم على مراحل عدة، المرحلة الأولى تمثلت بالاحتلال الأوروبي للأراضي، التي كان يقطنها سكانها الأصليين، حيث كان يقطن أمريكا قبل الغزو أكثر من 100مليون شخص، ومع نهاية حروب الهنود الحمر، كان هناك 250 ألف نسمه فقط من السكان الأصليين، ويطلق (أنيت جيمس) على هذه الحروب في كتابه (الدولة الأمريكية الأم) حروب الابادة الجماعية، حيث اعتبر أن هذه الحروب هي التي مهدت لبناء الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أن الأمة الأمريكية بنيت أساساً على ابادة السكان المحليين واغتصاب أراضيهم.

الحقيقة الثانية تقول: إن الأمة الأمريكية لم تكن لتتطور اقتصادياً دون استعباد العمالة الإفريقية، فعندما بدأت الزراعة والصناعة بالازدهار في العهد الاستعماري، ظهرت الحاجة لعدد كبير من العمال، فكان الحل هو استقدام أعداد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015